بقلم: مؤمن العابد


قد يظن البعض أن قصتي عن الأشباح و الجنون و الأطياف الغريبة !
أو قد يظن آخرون أنها عن السحر و الكهنة و الدجاليين !
هل تريدون أن أريح عقولكم من التفكير ؟!!؟
إن قصتي أيضآ ليست عن تجار الأعضاء البشرية
إن موضوعي سيكون أشبه بزيارة للجحيم ! أو سيكون زيارة فعلية لباب من أبواب الجحيم !

أنا مين "أنا الزاهد" عمري 23 سنة شاب فقير جدآ عايش في بيت صغير بناه والدي زمان و دا الشيئ الوحيد اللي ورثته منه.
بدون تفاصيل كتير في حياتي أنا عايش في قرية عادية جدآ - غير إنها كانت من النوع الغير متدين بدرجة أو درجتين
فـ كانت المساجد دايمآ فاضية حتى في يوم الجمعة مبيحضرش غير الشياب و أصحاب اللحى البيضاء !
خلونا نبدأ كلامنا ...

بدأت القصة كلها لما إنتقل للسكن واحد جديد سمعت إنه جاي من أقصى سيناء - و سمعت إن إسمه الأستاذ قاسم.
أنا الحقيقة مرضتش أعرف عنه كتير لأنه تقدروا تقولوا أنا فـ حالي معرفش حد غير الجيران و ( كراميل ) القط اللي أنا مربيه و وارثه من والدتي الله يرحمها.
بدأت ألاحظ إن أهل القرية بيقولوا حاجات غريبة عن الأستاذ قاسم - اللي يقول لك دا مبيطلعش من البيت و شكله مات جوه - اللي يقول لك دا بيطلع أنوار ملونة من بيته بالليل - و كلام فاضي تاني كتير
بداعي الضيافة قررت إني أرتب معاه معاد و أرحب بيه - بالصدفة و أنا متجه لبيته لقيته خرج و لأول مرة أشوفه
راجل طويل لابس معطف أبيض شبه اللي بيلبسوه العلما في الأفلام الأجنبي - و وشه أشبه بالناس بتوع عصر الخديو - بإختصار حسيت إنه راجل محترم لما شفته
بادرت بالتوجه ليه و السلام عليه

أنا : أستاذ قاسم . سلامو عليكو
الأستاذ قاسم  : و عليكم السلام يا أبني :) - إبتسامة لطيفة -
أنا : أنا زاهد جار حضرتك بشارع - حبيت أسلم عليك و أعرفك بالقرية
الأستاذ قاسم  : دا شرف ليا يا إبني ... إنتا تتعشى معايا الليلة دي و نتكلم سوى
أنا : و هو كذلك يا الأستاذ قاسم مع إن دا واجب علينا إحنا
الأستاذ قاسم : يا إبني إحنا خلاص هنبأة أهل زي ما بقينا جيران .. بس قول لي يابني / هو فين أقرب مسجد هنا

دليته على مسجد و قلت الحمد لله شكله راجل متدين كمان
بس لاحظت حاجة غريبة
لقيته وقف قدام المسجد حوالي دقيقة بعد كدا مشي بعيد كأنه بيبص على حد جوه أو خايف يدخل !
أنا عمومآ مركزتش كتير و قلت أكيد بيتفرج عليه عشان لما الصلاة تيجي يبأة يروح بعد كدا

الساعة جت على 8.30 بالليل جهزت نفسي و نزلت و جبت معايا شوية حلويات على قد الحال - ضمنت بعدها إني لا هتغدى بكرة و لا بعد بكرا بعد اللي أنا إشتريته
بس مش خسارة في الراجل الصراحة ! هو شكله محترم جدآ

خبطت عليه و إستقبلني أحسن إستقبال

و لقيت العشا عبارة عن مائدة كبيرة عليها قسم للسمك و قسم للفراخ و قسم للـ لحمة
إفتكرت في الأول إن في ناس معزومين عنده ... بس قال تعالا مد إيدك بالهنا و الشفا و أنا إتكسفت أقول له لمين كل دا و قمت واكل أكل ماكلتوش من سنين
فضلنا نتكلم لحد ما الساعة جت على 10.30 تقريبآ و أنا بصيت ع الوقت و قمت ناطط من مكاني و إعتذرت على إني كنت ضيف تقيل - بس الأستاذ قاسم قابلني بإنه عايز يكرر الجلسة دي كتير و إنه حب إن إتعرف عليا

سلمت عليه و إنصرفت و أول ما فتح الباب و خرجت منه - لمحت بنت صغيرة مستخبية ورا الستارة عمرها يجي 7 سنين او 6 سنين
قلت له دي أكيد بنتك يا أستاذ قاسم
بص على الستارة اللي أنا مشاور عليها !
ملقاش حاجة !
أنا إستغربت و قلت أكيد دخلت جوا تاني و سألته : أستاذ قاسم هو في حد عايش معاك في البيت ؟!
قال لي لا يابني أنا مليش أي صحاب أو قرايب بس عندي بنتي موجودة في سينا
وصفت له البنت اللي شفتها من شوية و قال لي أيوة هي نفس اللي قلت عليه ... بس عرفت دا إزاي ؟!
طبعآ لو كنت قلت له ماهي موجودة في البيت كان هيحصل ما لا يحمد عقباه فقلت له أكيد هي شبه حضرتك فوصفتهالك كدا
و سلمنا على بعض و مشيت
لقيت عند بيتي حوالي 9 او 10 إنفار من قريتنا - قالولي
هااإآأ عملت إيه مع الراجل المريب
حكيت لهم إنه راجل محترم جدآ و مفيش أي حاجة من الكلام دا !
قالولي الراجل دا شكله خطاف أطفال - إحنا شفنا بنت كانت عمالة تجري فوق السطح بتاعه و كانت خايفة خالص كأن في حد وراها !
أنا صعقت من كلامهم ! و إتأكدت إن في حاجة غلط

بس عمومآ !
أنا مالي .خليني في حالي زي ما كنت مفيش أي حاجة

الأيام بدأت تعدي !
بس نقول إيه : الناس مش بتعدي !
أجمع بعض من أهل القرية المشكلجية إنهم يدخلوا بيت الأستاذ قاسم في أول لحظة يخرج فيها و يشوفوا قصة البنت اللي بقت حديث أهل القرية
بعد ما عرفوا مني إن هو أصلآ عايش لوحده !

و فعلآ دخلوا البيت بس ملقيوش أي أثر لطفل أو بنت في المكان !
بس لقيوا الأغرب !
عارفين البلاعة أما تتسد ب قالب أسمنتي مربع !
هما لقيوا قالب و توقعوا إن تحتيه حفرة أو نفق أو حاجة مستخبية !
قام 4 من الرجالة بمسك القالب دا ! بس إن حد يحركه ملي واحد من مكانه ! محدش عارف
و فجأة يدخل علينا الأستاذ قاسم بمنتهى الإستغراب !
و يقول هآإأآإأ ! لقيتوا العفاريت اللي أنا بحضرها ولا لسا يا مقطعين السمكة و ديلها !
مش عيب إنكم تستقبلوا ضيف جديد بالطريقة دي !
بادرت بالكلام و قلت له والله يا أستاذ قاسم قلتلهم إن حضرتك راجل طيب و دا غلط و ...
قطع كلامي و قالي من غير ما تقول يا مؤمن أنا عارف إنك كنت بتحاول تمنعهم :)

مؤمن ! أيوة دا إسمي الحقيقي - أهل القرية كانوا مسميني الزاهد لأني و أنا صغير حوالي 6 سنين أو 7 سنين ! في عز الشتا و السيول و التلج كانوا يلاقوني لوحدي قاعد في الجامع ! و في عز حر الصيف في أشد أيامه كانوا يلاقوني صايم مبمسكش العيش او أشرب المية قبل آذان المغرب ! و سمعت كمان إنهم بيقولوا إن جدي كان كدا برضو و هو صغير - بس الغريبة إن مؤمن دا محدش يعرفه غير أهل القرية بس ! و كلهم تقريبآ مش بيكلموا الأستاذ قاسم ! إزاي عرف ؟!
كمل كلامه و قال أرجو إن كل الناس تتفضل إلا زاهد أنا عايزة شوية !
واحد قال إحنا مش ماشيين غير لما نعرف اللي تحت القالب الأسمنت دا
قام الأستاذ قاسم بص لعزت اللي قال الكلمة دي ببصه ! كأن عينه كان هيطلع منها نار !
و قال له بهدوء : أهي عندك . إتفضل حركها
قام عزت الشاب صاحب الـ20 عام هو و باقي الناس بالتحرك من منزل الأستاذ قاسم
و بقيت أنا
الراجل الصراحة كان ودود جدآ معايا بطريقة غريبة
قال لي أنا مش عارف يا زاهد يابني إنتا إزاي عايش وسط الناس دي ! أنا لو أقدر أبني لك بيت ع القمر مكنتش أتأخر ! أعوذ بالله منهم
عشان كدا هو قال لي إن آجي و انضف المكان
قلت له تنضف المكان !؟ متآخذنيش يا أستاذ قاسم بس مش فاهم
قال لي سيبك يابني من الموضوع دا دلوقتي
إنتا أكيد إنت و الناس اللي كانوا هنا دخلتوا عشان تعرفوا قصة بنت كانت بتتمشى في بيتي صح !
قلت له مزبوط ! بس والله أنا مكنتش عايز أعمل كدا دي حياة حضرتك و ملناش إننا نتدخل فيها !
قال لي والله عارف نيتك يا زاهد :) و قام نادى
يا فاطمة ..... يا فاطمة
لقيت نفس البنت اللي شفتها أول مرة
بنت صغيرة بشعر بني و عين بني فاتح شوية / بس عينها اليمين كانت عليها رقعة بيضا زي اللي بيلبسها الأعور .
قلت لها ألف سلامة عليكي . و بصيت للأستاذ قاسم و قلت له خير
قال لي هي مفيهاش حاجة متخفش - دي بنتي - إسمها  فاطمة ...
أنا آسف يابني إضطريت أكدب عليك و أقول لك مفيش حد عايش معايا خوفآ من أهل القرية اللي كانوا ممكن يأذوها - بس طبعآ هي لعبت في السطح و الناس شافوها ! فقلت لها لما أخرج تستخبي في مكان جوه البيت ! و القالب الأسمنت دا للتمويه مش أكتر
قال لها الأستاذ قاسم يا فاطمة : شيلي الرقعة من على عينك
لقيتها سليمة جدآ ! بس لما فتحتها ! لقيت عينها حمرا ! دمــــ ! بس اللي أحمر نفسه شبكية العين - عارفين إنتوا الحتة المدورة في العين هي اللي حمرا ! كأن اللون نفسه كدا - قال لي إنه مجرد خطأ بسيط في الجينات الوراثية و طلب مني أن الموضوع يكون سر .

سلمت عليه و على البنت الصغيرة اللي أشبه بالعصفورة الصغيرة و إنصرفت
لكن أعين أخرى مازال الغيظ متملكها ! أمثال عزت صديقي و الفتى المتهور ! جمع قليل من أصدقاءه من أولاد أهل القرية
و قرروا ! إحنا هنهدم بيت الراجل اللي إسمه قاسم دا ! لأنه مخبي حاجة
و إقتحموا بيته فعلآ و لقوه نايم ! في الصالة . صحوه و قالوا له فين البنت اللي عندك يا خطاف يا مجرم !
قال لهم البنت نايمة فوق سيبوها في حالها . هي معملتش أي حاجة و لا أذت حد منكم ...
وطلعوا الشباب اللي هيبقوا الأسوء حظآ في العالم ... و قامت البنت من الصوت و إتخضت و عيطت و صرخت
بابا .. فين بابا
و تملكها بكاء هستيري ! - أيقظني صوت إزدحام و كلام من عدة أشخاص في وقت واحد حتى إنطلقت لبيت الأستاذ قاسم و من هناك عرفت القصة كلها !
صرخت في الناس كل واحد يمشي على بيته و خرجت عزت و محمود و إسلام و عيد و إسراء ! إسراء دي تعتبر اللي فكرت في حكاية الإقتحام دي و باقي الشبان ساعدوها !
و وقف الأستاذ قاسم عند باب بيته و قال لهم بصوت غير مرتفع ... إستنوا غضب الإله يا قرية البؤساء
و أنا مشيت اللمة و الناس و حبيت على راس الأستاذ قاسم و حاولت أراضيه لحد ما هدئ من روعه ! بعكس البنت الصغيرة اللي بكاءها زاد لحد ما عرف الأستاذ قاسم يخليها تهدا شوية

حوالي الساعة 1.30 ذهبت للنوم ! و لم تكتمل ليلتي ! حيث أن صرخة شقت الليل كالسيف !!!!!!! إنطلقت من منزل أحد الجيران
المصيبة : بيت عزت !! : بعد بـ5 دقايق صرخة أقوى منها بتطلع  من منزل كل واحد من الشباب اللي دخلوا بيت الأستاذ قاسم

ذهبنا لكل البيوت لكن وجدنا أهلها و لم نجد الشبان الـ5 ! - مع محاولات البحث : صاحت ديوك القرية معلنة بدأ يوم جديد !
ذهبت لأستفسر من الأستاذ قاسم عن سبب لغيابهم ربما يعلم شيئ ! أو بالأحرى هو عارف حاجة
لقيت راجل عجوز قاعد على عتبة الباب

سلامو عليكو يا حاج
- إستغربت ليه مردش السلام لكن مش مهم -
حاج : هو الأستاذ قاسم فين ؟!
لسا ماشي حالآ هو و بنته ! قال إنه هيعزل خلاص و إداني مفتاح البيت عشان أخلي بالي من الحاجة اللي جواه !
حاجة ؟! بس انا لما دخلت ملقتش غير يادوب ترابيزة صغيرة و كام كرسي على كام طبق و كوباية ! و سرير واحد للبنت الصغيرة
مفيش حاجة ذات قيمة يعني خصوصآ إنه بيت شبه مهجور
حاولت أجاريه في الكلام لحد ما أعرف أسرق منه المفتاح !
و فعلآ قعدت جمبه / كان طالع منه صهد كأنه جاي من فرن - و خدت من جيبه المفتاح ! بس الغريبة إن حسيت إنه بيقول لي إتفضل إسرق أنا مش مهم عندي المفتاح دا !
و مشيت : سلامو عليكو
بس برضو مردش السلام
مش مهم

أنا بالليل أول ما يمشي هروح البيت : خصوصآ إنه راجل عجوز جدآ !
بس فضل زي المكعب الخشب ! قاعد نفسه القعدة عند عتبة البيت من غير ما يتحرك ملي واحد يمين أو شمال !
الساعة 12 بالظبط ! إتحرك ببطأ و قال جملة واحدة : مستنيكم في الجحيم يا قرية الملاعين !
في لحظة دخلت المفتاح في الباب و دخلت الشقة : الشقة كانت ضلمة إسود ! كان معايا كشاف لعبة صغير بس كان عامل شغله ! و لقيت غرفة صغيرة فيها نور قوي ! دخلتها ! و لقيت واحد نايمو متغطي ! مش باين منه أي حاجة غير وشه بس
دا عزت ! دا عزت ! الحمد لله يا رب
الحمد لله ........
عزت
عزت إصحى
لما كنت بحط إيدي عليه عشان أهزه و أصحيه كنت بحس بحاجة غريبة ! بطنه صلبة شوية أو معضمة !
لقيته فتح عينه و صادر منه آهات خافتة
: و لقيته بيقول لي ( و النبي .. آآه .. هو قال إنه بيحبك ... قول لي يرجعني زي ما كنت .. مش هعمل ... .. كدا تاني )
قلت له مالك ؟! مالك يا عزت :لقيته بيقوم واحدة واحدة من السرير و البطانية اللي عليه بتتكشف !
إيه اللي حصل لصاحبي دا !
دا رقبته إتعكست 180 درجة ! - وشه بقى في إتجاه ضهرة ! و قفاه بقى في إتجاه بطنه ! كأنه مولود كدا !
عشان كدا لما صحيته لقيت بطنه صلبة ! دا كانت ضهرة ! قلت له مين عمل فيك كدا !؟ إنطق
لقيته إبتسم إبتسامة عريضة ! و ضحك زي المجنون بشكل هستيري : و في لحظة واحدة إنقض عليا و أنا أغمى عليا في ساعتها !
صحيت لقيت نفسي في نفس الأوضة دي بس كانت فاضية ! و لقيت البيت كله منور : بصيت في ساعتي لقيتها 12 برضو !
بس دي 12 الضهر !
قمت نطيت و جريت على باب الشقة ... بس سمعت حد بينادي

زاهد
زاهد
إلحقني ! أنا إسراء يا زاهد
متسبنيش هنا

بصراحة كنت عايز أكمل بس خفت أسبها لأنها بنت لوحدها و لو كانت خرجت بعدي كان هيبأة شكلي زبالة
بصيت على طرقة البيت لقيتها متكتفة و مرمية على وشها
فكيت الحبال اللي كانت مربوطة بيها و مسكت إيدها و جريت بيها على برة
فتحت باب الشقة و طرت ! لكن هي مسكت في الباب و مرضتش تطلع
قمت أنا باصص لها و قلت لها : في إيه .. خلصي قبل ما .....
لساني إتعقدت في لحظة
لقيت وشها ممسوح تمامآ !!!!
كله جلد صافي تمامآ
صرخت صرخة مدوية - بس مش هنا !
صرخت لما لقيتها بترجع للبيت تاني و قطعت لبسها !
دا ملامح وشها كلها !!!!!! في ضهرها
عينها و مناخريها و كل تفاصيل الوش كأنه برضو مولودة و هي كدا
صحيت لقيت نفسي في الجامع ... مع جدي ! جدي ؟! الله يرحمه هو إزاي معايا
لقيته بيقول لي : لا ! لا ! إهرب يابني من القرية دي ! هلاكها هيكون وحش فعلآ
قلت له إستنى ياجدي : و صحيت لقيت نفسي مع قليل من أهل القرية و دكتور : بيقول مفيش حاجة : مجرد صدمة عصبية خفيفة
قوم لنا بالسلامة يا بطل ...... لا ! دي مش صدمة ! لأن دراعي كان بيحرقني بشدة ! لأنه كان بينزل دم من أثر خربشة حد ضوافرة طويلة !
إسراء !!!!! آخر جملة قالتها قبل ما باب البيت الملعون دا يتقفل : إنقذنا : هو قال إنه بيحبك ... خليه يرجعني زي ما كنت

أنا هرجع ! - أنا ليا كلام تاني مع أستاذ قاسم !
بس مش قبل ما أتعافى ... يتبع

Copyright © موعد مع الاشباح ����� ������ yourcolor.net